حـــــــــامل ومحــــــــــــــــمول كل بناء من حامل ومحمول , ليستمر التركيب ويتصل , لابد من تحميل شىء على اخر , حجر على حجر , خشب مقطوع بحسبان يتعامد او يتصل باخر , نحت يفضى الى نحت , وربما يقع انقطاع يتم بعده استئناف ورحيل , فما دام الامر احتوى على حامل لمحمول فلابد من حركة , لابد من انتقال , لابد من سفر , فالتحميل لايكون الاعند الرحيل .
من هنا فان كل حامل ومحمول تاهب للمغادرة , وكل بناء يبدو للاحداق العوابر ثابتا , جامدا , انما هو فى حركة , طالما جزء منه محمول على اخر , ترى العمارات الشاهقة ثابتة , راسخة , غير انها ماضية من سفل الى علو , ومن لحظة لاخرى , ومع حركة الكوكب حول جرم الشمس فما كان عنده صباح اليوم لايكزن هو نفسه لحظة غروبها ولهذا تفصيل اخر واسفار مغا يرة , ولكن ما نؤكد عليه ان الحامل اذل لفضى الى محمول فلابد ان تصير حركة حتى وان لم تبدا لكن نتائجها ربما تلوح عند لحظة ما , لايمكن تعيينها , لحظة تحميل الحامل على المحمول .
لايمكن للحامل ان يظل حاملا للابد و ولا يمكن للمحمول ان يستقر ممتثلا لوضعه , هذا من ناحية , من جهة اخرى فان الامر نسبى , ما نراه حاملا ربما كان محمولا فى نفس اللحظة , لننظر الى العمد الشواهق , مختلفة التيجان فى الكرنك وفى ابيدوس وسائر البرابى الباقيات واعدة المساجد والكنائس والمبانى الشواهق , انما تبدو حاملة للاسقف او القباب , او الطوابق المتوالية , كل عمود وحيد , كل عمود منفرد , منغرس فى الارض فهومن هذه الناحية محمول.